السبت، 18 أبريل 2009

تأثير القرآن وأهله في حياة من ليسوا بأهله!!

كم نقرأ بين الحين والآخر في الصحف أسماء كثيرة يعلن أصحابها إسلامهم عن قناعة تامة وادراك عظيم بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجب ان يعتنقه أهل الأرض جميعاً، ونقرأ أسباب إسلام بعضهم فنرى أحدهم يقول: أعجبني في الإسلام تكافل أهله فأسلمت ويقول آخر: أعجبني في الإسلام حثه على الفضائل والأخلاق الحميدة فأسلمت، ويقول آخر: أعجبني في الإسلام سماحته فأسلمت ويقول آخر: أثر في زميلي المسلم في العمل بحسن خلقه فأسلمت، أما الطبقات المثقفة من الذين اشهروا إسلامهم فكثيراً ما يذكرون ان سبب إسلامهم يعود إلى امعانهم في قراءة القرآن والأحاديث النبوية.. يقول محمد شريف الذي كان قسيسا في إحدى الكنائس الباكستانية: قصتي مع الإسلام طويلة، كنت نصرانياً «كاثوليكيا» أعيش مع والدتي التي تؤمن بالمذهب البرتغالي النصراني ووالدي البروتستانتي.. وعندما كنت في مقتبل فترة شبابي اعتنقت مذهب والدتي لكنني بمرور الوقت احسست بعدم قناعة لما تقوم به هذه الفرقة من أعمال وتصرفات فانتقلت إلى البروتستانتية فرحب والدي بذلك كثيرا وألحقني بإحدى الكنائس لأتخصص في علوم الانجيل.. وبعد انتهاء دراستي فيها تم تعييني قسيساً لصلات أبي الوطيدة برجال الكنيسة.. وعندئذ فكرت في التعمق في دراسة الأناجيل المختلفة حتى أصبح كفؤا لوظيفتي كقسيس فقرأت الأناجيل العديدة التي تعترف بها الكنيسة.. وهنا اكتشفت ذلك التناقض الرهيب الذي يصل إلى حد التضارب بين كافة الأناجيل فأحسست ان هذه الأناجيل مجرد قصص وأقاويل كتبها الناس في أزمنة متباعدة من نسج خيالهم طبقاً لرغباتهم وأهوائهم وميولهم النفسية.. وهكذا أعلنت اعتناقي المذهب الكاثوليكي حتى أجد المبرر الكافي للاستقالة من عملي في تلك الكنيسة دون إثارة الشبهات حولي وإثارة غضب عائلتي، ثم ابتعدت بشكل كلي عن العمل الكنيسي وطرحت مسألة النصرانية وراء ظهري.. أما بداية معرفتي للإسلام فقد كانت لدي فكرة عن الإسلام مفادها انه نسخة طبق الأصل عن اليهودية.. وكنت أعلم ان اليهودية تعد ديانة ملغاة لأنها جاءت قبل النصرانية، وكنت اسمع ان المسلمين يصلون ثلاث مرات يوميا، لكن عندما حضرت إلى المملكة عرفت من الناس انهم يعبدون إلهاً واحداً وليس آلهة ثلاثة مثلنا في المسيحية وهنا ادركت ضرورة الحصول على معلومات صحيحة عن الإسلام.. وقد حصلت على كتاب معاني القرآن الكريم وقد وجدت حينما قرأت الصفحات الأولى من سورة البقرة الاختلاف الهائل بين الإسلام والمسيحية.. ففي القرآن: «يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم» اما الانجيل فعبارات مثل: قال الرب للمسيح، أو قال المسيح للرب.. وهكذا ادركت ان القرآن كلام الله الذي لم يمسسه بشر بينما الانجيل مجرد كلام بين البشر وبناء على ذلك وعلى ما درسته من كتب إسلامية شرعية أشهرت إسلامي. وفي نزول القرآن وتأثيره يقول الشاعر محمد الشعبوني من قصيدة طويلة عنوانها «نزول القرآن»:
فالدين ليس عبادة قتلى ولا
ذكراً يردد في خفايا الزاوية
والدين ليس بنغمة مألوفة
يلقى بها اللاهون دنيا راضية
ما الدين الا قوة تسعى بها
للخير في فجر الحياة السارية
والمدعون بأنه متحجر
قد فاتهم ان الدعاوى عارية
ما شان هذا الدين إلا ثلة
شنت على الإسلام حرباً عاتية
وتسترت بلباسه وتنكرت
للنور تمشي في الظلام علانية
أما الجواهر فهي عن أنظارهم
مخفية وإلى الحقيقة بادية
ليس الكتاب المحتفى بنزوله
إلا سجلاً للمبادي العالية
من كتاب/ الأدب المثمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق