الجمعة، 17 أبريل 2009

الإنسان يكتسب من طبيعة أرضه بعض صفاتها!!

واذا كانت طبيعة كل أرض تؤثر في كل من يعيش عليها من حيث اللون فانه من الطبيعي ان تؤثر فيه من حيث الطبع ايضا ومن المعروف بل من المشاهد ان طبيعة اهل السواحل تختلف عن طبيعة أهل الصحراء لأن كلا منهم قد اكتسب من طبيعة أرضه بعض صفاتها كقسوتها ولونها ووعورتها وسهولتها وهدوئها وعنفها وما الى ذلك من تضاريسها ومناخها. ولا اريد هنا ان اضع مقارنة او مفاضلة بين الانسان الصحراوي والساحلي بقدر ما اريد وقفية الحديث على صحراوي الجزيرة العربية بالذات الذي اكتسب من شموخ جبالها همته ومن سهولها دماثة اخلاقه ومن صفاء جوها كرم طبعه ومن اتساع أفقها سعة خياله ومن زرقة سمائها هدوء نفسه ومن نسيمها وتغريد طيورها واريج خزامها وعبير عرارها ونشر عرفجها وروائح جثجاثها وقيصومها شاعريته التي تتدفق اصالة لا تضاهيها شاعرية ليست من بنات أفكار الصحراوي. واذا كان كل يمجد وطنه ويعلي شأنه ويحلو محاسنه بذكر مآثره التي تميزه عما سواها فان انسان الصحراء يجد في صحرائه ما يشبع نهمه في الوصف والتصوير والخيال,, يقول احد الشعراء المعاصرين وهو الشاعر محمد راجح الأبرش واصفا الصحراء وعلاقة انسانها بها في قصيدة طويلة نشرتها له المجلة العربية في عددها 169 صفر سنة 1412ه اقتطف منها قوله:
على آفاقها عرف الاباء
وفي ساحاتها برز الوفاء
وفي جنباتها الفرسان تترى
ومن اخلاق فتيتها الغداء
هل الصحراء كم ربت رجالا
وأشبالا تباركها السماء
بطولات واقدام وعزم
مزايا في طليعتها الاباء
وتألفها وتألفنا زمانا
اجل في حبنا يبدو الصفاء
وكثبان الرمال على امتداد
توضح في شوامخها الاباء
صحارينا تعلمنا دروسا
فبعد الصبر يبتدر الجزاء
احب مكارم الصحراء واني
فخور كلما ذكر المضاء
اما جملة أبيات القصيدة المنشورة فهي ثلاثة وأربعون بيتا.
من كتاب الادب المثمن / احمد الدامغ جريدة الجزيرة العدد 10321

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق