الجمعة، 17 أبريل 2009

ذكريات الصف الأول الابتدائي!!

قد ينسى الانسان ما يمر به من أحداث في مراحل التعليم وما يصادفه من مواقف مع زملائه او معلميه او حتى مع نفسه,, لكن ذكريات اليوم الاول، بل السنة الاولى التي يلتحق بها كتلميذ بالمدرسة لا تنسى ابداً، إذ إن فيها ما فيها من التغير البيئي مايثير الدهشة فبيئة المدرسة ومظهرها المتمثل في تجمع الصبية بالكم الذي لم يعهده التلميذ المستجد يوجد في نفسه تغيراً ملحوظاً فهو في الايام الاول يعيش بين حلم وواقع ولكنه مع مرور الايام يتبلد الشعور لديه ويصبح ذلك المظهر الذي هزّ كيانه وبهره شيئاً مألوفا وطبيعياً. ومع الاستقرار النفسي وتأقلمها مع جو المدرسة والاندماج مع الزملاء وأسرة المدرسة جميعاً تبدأ الحركات الصبيانية، ويبدأ المزاح بين الزملاء وترتفع الاصوات بصورة غير طبيعية في بعض الاحيان، ويبدأ التعبير عما في النفس بالحركة وبالكلام,, والمعلم الذي لايحتمل عبث الصبية الصغار وما يرتكبونه من اخطاء عفوية هو الذي يشقى في تهذيبه وتأديبهم بالعصا حيناً وبرفع الصوت والتوعد بالعقاب حيناً آخر. ثم تسير قافلة التعليم فاذا الذي كان بالامس في الصف الاول الابتدائي ومتخوفاً من المدرسة يصبح طبيباً او معلماً أو تاجراً او كاتباً او شاعراً او مهندساً, لكنه لاينسى ذكريات الايام الاول من التحاقه بالمدرسة,, ولهذا فان الكثير من اولئك قد سجل تلك الذكريات في اسلوب اشبه ما يكون بالشريط السينمائي, والشاعر له نصيب وافر في تصوير ذلك الشريط كيف لا وهذا الشاعر ابراهيم عبدالله عبدالفتاح قد سجل ذكريات الطفولة التي قضاها في مقعد الدرس في الصف الاول الابتدائي في قصيدة قوامها سبعة عشر بيتاً استعرض فيها سذاجة الطفولة وبراءتها,, منها قوله:
في مقعد الدرس كنا
سعادةً حين نشقى
هذا يدغدغ هذا
وذاك نؤذيه رشقا
وذاك نسمع منه
على المقاعد طرقا
حتى إذا ما أثرنا
مايشعل الغيظ عمقا
ألقى المعلم صوتاً
يفور سخطا وحمقا
وهزّ سوطا رشيقا
فوق الرؤوس والقى
عينا على وجه طفل
تحت المقاعد ملقى
وآخر كان يلهو
بثالث منه أشقى
والحقيقة انها ذكريات تعبق ببراءة الطفولة: ومن ذا الذي لا يلتفت الى طفولته ليقتطع بذكرياتها سويعات من هموم أعباء حياته؟! من كتاب الادب المثمن /احمد الدامغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق