السبت، 18 أبريل 2009

للشعر حالة اذا ترجمه شاعر

ان الشعر العالمي الرقيق الاسلوب والرفيع المستوى له عشاق من كل حدب وصوب ولهذا فهو يفرض بذاتيته العظيمة وقيمته الادبية السامية على من يفهم لغته ان يترجمه الى من لا يفهم لغته حتى يدرك مستواه وقيمته. ونحن عندما نلقي نظرة على ترجمة الشعر الانجليزي أو الفرنسي او أي شعر مكتوب بغير لغتنا العظيمة.. لغة الجمال والاشتقاق والبديع.. لغة القرآن والبيان والايجاز والاعجاز.. نعرف مدى تبحر مترجمها في اللغة سواء كان كاتبا أو اديبا او شاعرا لانه بقدر مستوى المترجم تكون قيمة المادة المترجمة.. فالأديب البارع لا يعشق الا أدبا رفيعا ولا يترجم الا مادة ذات قيمة ولعلي لا اكون مخطئاً ان قلت ان للشعر خاصية في اسلوب الترجمة تختلف عما سواه من المواد الاخرى لأن الشعر فيه معان خفية ورموز واشارات يحتاج فهمها في بعض الاحيان الى فرضية وتلمس احتمالات وتحسس تقديرات. وهذه الملاحظة التي اسلفتها بما فيها من واقع.. قد خطرت لي عند قراءتي لأبيات نشرتها مجلة «اليمامة» في عددها 1158 الاربعاء 22 ذي القعدة سنة 1411ه للشاعر السعودي محمد بن سعد المشعان بعنوان «حب وعزلة» وكان اصل الابيات للشاعر جون كلير فترجمها شاعرنا المشعان بتصرف ترجمة لا اشك في انها ألبستها ثوبا عربيا أجمل من ثوبها الذي ولدت فيه كيف لا وقد تحولت ألفاظها الى لغة الضاد التي هي سر المحاسن التي تمتاز بها اللغة العربية على جميع اللغات. من تلك الابيات المترجمة:
اني كرهتك بين الناس صخَّابا
أو هى فؤادي ارهاقا وإتعابا
أرضى بسجني إن أقبض له ثمنا
هو انعتاقي من دنيا بدت غابا
أسير في الدرب في آفاق وحشته
ظلي رفيقي وشوقي صار غلابا
وأرقب الليل تلهو فيه انجمه
والكون يجري الى اخراه مرتابا
اواه من ذا تراه آخذ بيدي
الى يبات انعزال ضوؤه شابا
الى اعز مكان بت اعشقه
وارضه تلبس الحوذان جلبابا
ما ان يريك اخضرارا شاق منظره
حتى ترى ذهبا في الزهر خلابا
فودع الشعر واترك ما تُسرّ به
اني سأقطع من دنياك أسبابا
من كتاب /الأدب المثمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق