الجمعة، 17 أبريل 2009

عيون من عيون الشعر عن العيون

والحديث عن العيون يطول ويتسع اتساع ما تدركه العين نفسها من رؤية والدليل على ذلك ان القارئ لو القى نظرة على أي عمل أدبي ناهيك عن دواوين الشعر فانه لابد واجدا للعين حضورا فيها على اي صورة وبأي مفهوم لان أهل الأدب وأرباب الشعر والكتابة يجعلون لكل شيء عينا مبصرة او عينا معنوية يستخدمونها كرمز لابراز ما يصفونه من الاشياء التي تخطر لهم فيها خواطر تلزمهم بالكتابة عنها. ولا اريد هنا ان اذكر شيئا من النماذج التي يكون للعين حضور فيها فقد سبق هذا الموضوع عدة موضوعات تناولت فيها العين بشيء من التفصيل عن تأثيرها في بعض جوانب الحياة وذكرت الشيء الكثير عن ذاتها وسيلحق هذا الموضوع ان شاء الله موضوعات اخرى اتطرق فيها للعين من زوايا اخرى ومن جوانب لها فيها اثر وتأثير. ولا بأس ان اكتفي في هذا الموضوع بذكر شيء من عيون الشعر في العيون مقتصرا على ذكر ما قيل في وصفها وتأثيرها وما لها من هيبة وما فيها من رقة تجلب الهوى وتفتح باب الغزل. يقول احد الشعراء معبرا عن هيبة العين:
أفكر ما اقول اذا التقينا
واحكم دائبا حجج المقال
فترتعد الفرائص حين تبدو
وانطق حين انطق بالمحال
اما عن البكاء وتأثير الدموع على الكحل فيقول احدهم:
فيا حسنها اذ يغسل الدمع كحلها
واذهى تذرى الدمع منها الأنامل
عشية قالت في العتاب قتلتني
وقتلي بما قالت هناك تحاول
أما تأثيرها على من تصوب نحوه فيظهر في قول الشاعر:
وتنال ان نظرت اليك بطرفها
مالا ينال بحده النصل
ويقول احدهم واحسبه امرىء القيس:
وماذرفت عيناك الا لتضربي
بسهمك في اعشار قلب مقتل
وقد تفوق العين بنظرتها ما يفعله السيف والسنان يقول الشاعر:
شبه السيف والسنان بعيني
من لقتلي بين الانام استحلا
فأتى السيف والسنان فقالا
حدنا دون ذاك حاشا وكلا
من كتاب الادب المثمن / احمد الدامغ جريدة الجزيرة العدد:10264

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق