الجمعة، 17 أبريل 2009

الحياة في نظر الطفل!!

الطفل حينما يفتح عينيه على الحياة لايبصرها إلاّ مجرد مجموعة من الأشياء المتحركة التي لايعرف كنه تحركها, والثابتة التي لايعرف سر ثبوتها, وجل ما يعرفه أن جميع أشياء الحياة لاتكلف شيئاً, بل يعتبرها أموراً بسيطة كبساطة نفسه التي مازالت متسربلة بأثواب براءة الطفولة وطيارتها فلا يعرف معنى الصبى، الذي أثقل كاهل والده, ولا مكابدة الحياة التي يكد ويكدح أبوه للحصول على رضائها. ولقد صور الشاعر محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر المتوفى سنة 1377 حياة الطفل الذي لم يدرك واقع الحياة في قصيدة من إحدى قصائدها التي ضمها ديوانه خواطر الحياة منها قوله مخاطباً الفتى بقوله:
وقضيت حيناً لا تسرُّ ضغينة
يوماً ولاتبدي الرضا تدليسا
ثم يصور الطفل عندما تبدأ مرحلة الإحساس عنده ببعض جوانب الحياة عن طريق المشاهدة، ومعرفة أسرارها وكنه وجود الأشياء القريبة منه.
وشعرت من رُعيا أبيك بأن في
بناء قومك سائساً ومسوسا
لكن هذا الإدراك البدائي لايعطى الفقه التام لمعنى مايحدث فوق الأرض من مخالفات ذات صبغة غير مألوفة وتأثير سيىء يصدر من بعض الناس إلى الناس وإنما يظن الحياة فردوسا ونعيما مقيما:
ماكنت تفقه إن فوق الأرض مج
روماً عليه وجارماً غطريساً
ولهذا فقد ظننتها أيها الطفل البريء فردوساً حتى بلغ بك الإدراك ظلم بعض لبعض وهضم حق الضعيف فيها:
فظننتها الفردوس حتى أبصرت
عيناك حق ضعيفهم منحوساً
ثم ينقل محمد حسين الصورة إلى تصوير ما يحدث من تغيرات أثناء الحياة وكيف أن الأمر يكون لمن يملك القوة وأن الضعيف متى ماقوي سلب ممن كان قوياً قوته وأصبح الآمر والناهي عليه:
يسطو القوي على الضعيف وربما
صار الضعيف على القوي رئيساً
وفي أسلوب توجيهي يحث الطفل على أن يستمر على براءته وطهارته التي ولد عليها
أعطيت مطلع أسعد فحذار أن
يضع الهوى بدل السعود نحوساً
هي فطرة الخلاق كالمرآة لا
تلقى بها عوجاً ولاتدنيسا
ثم يحقق أن الشهامة في مواجهة الخطوب وترويضها:
والشهم من عانى الخطوب وراضها
فغدت أرق من النسيم مسيسا من كتاب الادب المثمن / احمد الدامغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق