الجمعة، 17 أبريل 2009

حب الأوطان ليس مقصوراً على الإنسان!!

واذا عشق الضب جحره وبالغ في حبه فانه يعشقه لأنه بذل جهدا كبيرا في اختيار موقعه وفي حفره, ولذلك فهو يتفانى في الاحتفاظ به, بل يدافع عنه دفاع المستميت,, ومن صور دفاع الضب عن جحره, انه يقاتل الثعابين التي تحاول الاستيلاء عليه ويطردها منه دون خوف أو رعب من سمها القاتل ولا يقول كما يقول لها بعض الحيوانات: تمدد بها يا أبو طويل . أما الانسان فهو يقف دون وطنه وقفة لا يماثلها وقفة حيث يرخص دمه وحاله في سبيل سلامته. واذا ابتعدنا قليلا عن الدفاع عن الوطن, حيث لا يختلف اثنان في حتمية الدفاع عنه وصدق العزيمة على ردع اي معتدٍ عليه, ونظرنا إلى مكانته وأعني بذلك الوطن في قلب المواطن الصادق في حبه لوطنه, وجدنا أنه يتربع في قلبه, وأنه خلاصة الحب الممتزج بالدم, كيف لا ونحن نقرأ الكثير من الرسائل الوطنية التي تحتفظ بها صفحات التاريخ كوثيقة يستشهد بها على أن البعد عن الوطن يزيد في حبه, ويبعث الحنين اليه. ولعل السر في ذلك يرجع الى عمق الايمان اولا ثم الى هواء استقر في الرئة عند لحظة الولادة واستودع القلب منه شيئا امتزج بالدم امتزاجا فرض حبه على النفس مدى الحياة. أما الوطن نفسه فهو عندما يطالب لسان حاله بحقه,, يعرض صورة ذهنية تشتمل على ما طبعته الخطوات الاولى التي بدأ بها المواطن اثناء محاولته المشي من اثر فوق اديمه,, وكأنما هو وأعني بذلك الوطن يقول: هذه صفحة مختومة باثر اقدامك التي خطوت بها اول مرة على ترابي,, فهل تنساها؟ فيجيبه المواطن,, كلا والف كلا. واذا كان لوطن ما ميزة عقدية اوحضارية على سائر الاوطان فان هناك مجالا للافتخار والانتماء اليه والمملكة العربية السعودية فيها ما يجعل سلطان المفاخرة فوق كل اعتبار فهي مهبط الوحي وفيها بيت الله الحرام ومسجد وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا فانه لاغرو ان يتعشق رؤيته سائر المسلمين وان يحن اليه المواطن عندما يغترب عنه,, ومن صورالحنين اليه هذه الابيات التي قالها الشاعر عبدالله محمد جدع عندما كان مغتربا عن وطنه المملكة العربية السعودية,, من تلك الابيات قوله:
قسماً بمن عنت الجباه لوجهه
وبمن اليه القصد في الغايات
اني سأذكر ما حييت منازلا
فيها ابتدأت اوائل الخطوات
وعلى ثراها عاش مبعوث الهدى
للعالمين بمحكم الآيات
ياموطني يارمز عز في الدنى
لا أرض غيرك ارتضي لرفاتي
فاذا قضيت ففي رضاك شهادتي
وإذا حييت فأنت رمز حياتي
بعد الإله ودين رب محمد
أنت المنار وأفتديك بذاتي
بلدي اتوق إلى أذ ان منائر
للحق تدعونا وللصلوات
واليوم كم ضاق الفؤاد بغربة
فيها شقيت وأذرفت عبراتي
من كتاب الادب المثمن /احمد الدامغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق