السبت، 18 أبريل 2009

د. بسيم في قمة الإيثار على النفس

الشاهد بيت واحد

المحب يؤثر على نفسه في كثير من المواقف أو في كلها استجابة لرضاء من أحبه، وإذا ما اتفق على صحة ذلك، فمن الجائز أن نقول: إن الحب بمعناه الصحيح يسيطر على العقل، ويحمل المحب على الانصراف عن كل ما لم يكن له رابطة بمن أحب، طمعاً في رضا من كان يحبه.

والحب بمعناه الواسع ليس مقصوراً على عشق الجنس اللطيف والتغني بجماله ومفاتنه وتنميق عبارات التغزل فيه شعراً كان أو نثراً، يؤكد به على الإخلاص في إثبات صدق المحبة وتذكر دواعيها وأسباب قيامها، والمبالغة في توثيق روابطها والتعاهد على بقائها، وإنما هي تشمل وربما بقوة أشد مما يصفه المتغزلون، بمن يهيمون بهن، ألا وهو حب الأقارب وعلى رأسهم الوالدين والإخوان والأصدقاء، وكل من يشمله معنى الحب لدى كل إنسان.

ويبلغ إيثار هؤلاء وأولئك على أنفسهم درجة تجعل بعضهم يتمنى أن يكون السابق إلى الموت قبل الآخر، حتى لا يمنى بالحزن عليه وأن يكون هو المرثي لا الراثي.

من أولئك الشعراء الذين كانت لهم هذه الأمنية الشاعر المعاصر الدكتور بسيم عبدالعظيم عبدالقادر حيث يقول:

كم كنت أود أن تقول رثائي

لكن سبقت ففزت بالعلياء

هذا البيت قرأته ضمن دراسة قام بها الأستاذ الفاضل سعد عبدالرحمن البواردي لديوان الشاعر بسيم عبدالعظيم تحت عنوان (استراحة في صومعة الفكر) وقد نشر في المجلة الثقافية الملحقة بجريدة (الجزيرة) في العدد (246) يوم الاثنين 29 ربيع الآخر عام 1429هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق